[استيلاء باسيل على عدّة حصون وتخريب مدينة باريا]
وكان في الشتاء يخرج إلى أطراف بلد البلغر يغزوا [1] ويسبي فيها. وفتح في هذه المدّة عدّة حصون من حصونهم، فتمسّك ببعضها، وأخرب منها ما ظنّ أنّه لا ينضبط له، وأخرب مدينة باريا في جملة ما أخرب.
...
[عود إلى سنة 377 هـ.]
[شرف الدولة يعود لمحاربة أخيه ويستولي على بغداد وشيراز]
وأمّا [2] شرف الدولة فإنّه عاد إلى محاربة أخيه صمصام الدولة، ولمّا قرب من بغداد استأمن إليه أكثر عسكر أخيه (خرج صمصام الدولة) [3] وقصده، فلمّا حل عنده قبض عليه وسمله [4]، وسار إلى بغداد، وملكها في سنة سبع وسبعين وثلاثمائة، وحمله إلى سيراف [5] وحبسه في قلعة بها، واستولى على شيراز وبغداد [6].
... [1] كذا، والصحيح «يغزو». [2] من هنا وحتى قوله «وثلاثمائة» نحو 7 اسطر ليست في (س). [3] في نسخة بترو: «فنحبت نفس صمصام الدولة، فخرج إليه». وفي البريطانية: «صمصام الدولة إليه». [4] في نسخة بترو «وشمله». [5] في طبعة المشرق 172 «شيراز»، وما أثبتناه عن ذيل تجارب الأمم. [6] قال الروذراوري في ذيل تجارب الأمم 149: «كان نحرير الخادم يحضّ شرف الدولة على قتل صمصام الدولة ويقول له: إنه ملك قد قعد على السرير ولا يؤمن الدهر وحوادثه ودولتك مع بقائه على خطر. فيعرض شرف الدولة عن هذا القول، فلما اعتلّ وأشفى ألحّ في ذلك وقال له: إن لم تر القتل فالكحل إذا. فأخرج محمد الفرّاش لسمل صمصام الدولة وسلّم إليه شيئا أمر بأن يكحّله به ثلاثة أيام كحلا، ويشدّ عليه عينيه، فمضى الفرّاش، فقبل أن يصل توفي شرف الدولة. فحصل الفراش بسيراف والقلعة التي فيها صمصام الدولة كانت من أعمالها، وعاملها رجل يهوديّ يسمّى روزبه، فذكر الفرّاش للعامل ما ورد فيه فقال: هذا أمر قد بطل حكمه مع وفاة شرف الدولة ولا يجوز تمكينك منه إلاّ بعد إعلام أبي القاسم العلاء بن الحسن الناظر. فكتب إليه يستأذنه فعاد جوابه بتمكينه مما ورد فيه، فقصد القلعة وكحل صمصام الدولة بما صحبه، فذهب ناظره». (حوادث سنة 379 هـ). وانظر: الكامل في التاريخ 9/ 48 - 50 وتاريخ الزمان 69،70، وتاريخ مختصر الدول 172،173، والمنتظم 7/ 132 (حوادث 376 هـ)، ودول الإسلام 1/ 230، ونهاية الأرب 23/ 204، ومآثر الإنافة 1/ 314، وتاريخ الفارقي 1/ 54، وتاريخ ابن خلدون 3/ 433، والمختصر في أخبار البشر 2/ 124، والإنباء في تاريخ الخلفاء 181، وتاريخ ابن الوردي 1/ 307، وشذرات الذهب 3/ 86، وتاريخ الأزمنة 74.